الشلل الدماغي النصفي التشنجي

في سنة 1983 قامت طبيبة الأعصاب البريطانية-الأيرلندية أنيتا هاردينج بصياغة مصطلح “الشلل النصفي التشنجي الوراثي”.
وأجمع الوسط الطبي على وصف الشلل النصفي التشنجي بتأثر النصف الايمن أو الأيسر فقط من الجسم بالخلل الحركي الناجم عن الشلل الدماغي.

ما هو الشلل النصفي التشنجي؟

الشلل النصفي التشنجي بكل بساطة خلل حركي يصيب المريض عندما يؤثر الشلل الدماغي على جانب واحد فقط من الجسم.

وخلل الحركة هو نتيجة لخلل في الدماغ نفسه، مركز التحكم في جميع وظائف الجسم، والتفكير والفهم والتعبير والعواطف أيضا.

فإذا كان الدماغ هو المسؤول عن كل هذه الأنشطة، فتعرضه إلى إصابة (سواء كانت نتيجة لصدمة شديدة للجمجمة أو أي سبب آخر)، سيعيق عمل بعض هذه الوظائف أو جميعها، وقد يقود إلى إصابة المريض بالشلل النصفي التشنجي، المؤثر على النصف الأيمن أو الأيسر من الجسم.

أعراض الشلل النصفي التشنجي

تنبع أعراض الشلل الدماغي النصفي التشنجي من الجزء المتأثر بالتلف من الدماغ، ولها نمط عكسي، ما يعني أن خلل الحركة بالجهة اليمنى من الجسم يشير إلى إصابة الشق الأيسر من الدماغ، وبالعكس. والأعراض تختلف من شخص الى آخر، أبرزها:

• تدهور للقدرات العقلية وفي بعض الحالات عدم القدرة على فهم أمور بسيطة
• صعوبة في التعلم
• صعوبة القيام بالمهام التي تتطلب استخدام اليد بالجهة المصابة كالكتابة
• صعوبة في المهارات الحركية ألدقيقة مثل تزرير الملابس أو التقاط الأدوات
• التأخر في تطور مراحل نمو المهارات الحركية مثل رفع أحد الذراعين أو الجلوس أو الزحف او اي حركة طبيعية اخرى التي يصعب على المريض القيام بها
• تفضيل أحد جوانب الجسم مثل الوصول باستخدام إحدى اليدين أو سحب أحد الساقين أثناء الزحف
• اضطرابات في السلوك
• تغييرات في حالة العضلات مثل إما أن تكون متصلبة للغاية وإما أن تكون رخوة للغاية، ما يجعل الحركة صعبة إن لم تكن مستحيلة
• المشي على أطراف الأصابع أو المشي مثل المقص مع تعارض الركبتين
• ضعف بالاتزان وتنسيق العضلات
• الرُعاش
• حركات لا ارادية لا يتحكم فيها المريض
• ضعف الرؤية والكلام والسمع
• الألم
• أمراض الفم
• سلس البول
• سيلان اللعاب الزائد
• مشكلات في البلع وتناول الطعام

مع نمو الطفل، فإن بعض الأعراض قد تُصبح أقل أو أكثر وضوحًا، فمثلا يصبح قِصَر العضلات أكثر وضوحا، وتصلُّب العضلات يُمكن أن يزداد شدة وتسوء إذا لم تُعالَج.

أسباب الشلل الدماغي النصفي التشنجي

الأسباب التي تؤدي الى الاصابة بالشلل النصفي التشنجي قد يكون بعضها موروثا، والبعض الآخر مكتسبا. والتلف الدماغي المؤدي إلى المرض يحدث في الغالب قبل أو بعد الولادة مباشرة. وفي العديد من الحالات يَكون السبب غير معروفا، ويصعب تشخيصه.

العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في نمو الدماغ هي ما ينظر إليه عادة كأسباب لحدوث الشلل النصفي التشنجي، وتشمل:

• إصابات الرأس أثناء الولادة
• نقص الأكسجين أثناء الولادة (وهو السبب الأكثر شيوعًا)
• التهاب السحايا والتهابات الدماغ الأخرى
• العدوى أثناء الحمل، في بعض الحالات في حالت ما أصيبت الأم بالعدوى أثناء الحمل فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تلف دماغ الطفل الذي لم يولد بعد
• الأمراض الوراثية، قد تساهم ايضا بعض الامراض الوراثية في الاصابة بالشلل النصفي التشنجي ومن بعض أبرز هذه الأمراض الوراثية حثل المادة البيضاء
• التصلب المتعدد والتهاب النخاع، والأخير غالبًا ما ينتج عن التهاب الأوعية الدموية
• الولادة المبكرة، ولادة الطفل قبل موعده أو ولادته بوزن أقل من الطبيعي
• تعرض الجنين لسكتة دماغية في الرحم أو بعد الولادة
• أورام الدماغ.
• متلازمة ستورج-ويبر

علاج الشلل الدماغي التشنجي النصفي

علاج الشلل التشنجي النصفي يتم عبر عدة تقنيات تستخدم جميعها أو بعضها لتحقيق أفضل نتائج ممكنة لحالة كل مريض، حسب احتياجاته الخاصة.

هذه التقنيات تشمل:

العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل الفيزيائي

العلاج الطبيعي للشلل الدماغي التشنجي النصفي هو من بين أكثر الطرق العلاجية التي ينصح به الأطباء، والتقنيات العلاجية الخاصة بإعادة تأهيل هذا النوع من مرضى الشلل الدماغي يشبه الى حد كبير المستخدمة في علاج الأنواع الأخرى من المرض.

ويهدف إلى جعل المريض قادرا على الاعتماد على نفسه قدر المستطاع، عبر بناء قوة العضلات ومنع تصلبها، عبر تمارين المرونة أو غيرها، وغالبا ما تساعد هذه التمارين على إطالة العضلات المتيبسة.

العلاج الفيزيائي الطبيعي يعتمد على أداء المريض للتمارين بشكل يومي ومكثف، ما يسمح بتحسين حركة المفاصل والأنسجة العضلية.

وسيقوم المعالجون الفيزيائيون باستخدام بعض الألعاب التي يتم اختيارها بناءً على عمر المريض، وذلك لتشجيعه وجعل الجلسات العلاجية أكثر إمتاعًا.

ويحقق العلاج الطبيعي نتائج ممتازة وفرقا محوريا بعد إجراء التدخل الجراحي بتقنية الإزالة الإنتقائية لتليفات العضلات (SFDM) المطورة من قبل البروفيسور توفماسيان، حيث تسمح هذه الجراحة المحدودة بإزالة نقاط التصلب العضلي بالجسم، وتسمح من خلال ذلك باستفادة المريض بشكل كامل من إعادة التأهيل الفيزيائي.

علاج النطق

علاج النطق للمصابين بالشلل النصفي التشنجي ليس من العلاجات السهلة، ولكنها ضرورية للغاية، فهو يسهم هذا العلاج في تحسين قدرة المريض على المضغ والتنفس والبلع، ما يعزز النمو والتطور الطبيعي للطفل.

بالإضافة إلى تحسين قدرته على التواصل مع الآخرين وإيصال أفكاره إليهم.

يساعد علاج النطق مرضى الشلل الدماغي النصفي التشنجي على تحسين قدرتهم على تحريك الفم والنطق من خلال تقوية العضلات المستخدمة أثناء التحدث.

وتحرير هذه العضلات هو ضمن الأهداف المتعددة للتدخل الجراحي المحدود بتقنية الإزالة الإنتقائية لتليفات العضلات (SFDM) لعلاج مرضى الشلل الدماغي لدينا بعيادة الشلل الدماغي في أوكرانيا.

العلاج الدوائي

في العديد من حالات الشلل الدماغي النصفي التشنجي المعقدة، يعتمد الاطباء على الأدوية خاصة التي تؤخذ يوميا عن طريق الفم أو كل فترة زمنية وفق الحاجة عن طريق الحقن.
أبرز الأدوية التي تستعمل في علاج الشلل النصفي التشنجي:

• الفاليوم
• الباكلوفين
• حقن البوتوكس؛ هذه الحقن غالبا ما يكون دورها وهدفها هو أن تساعد على تقليل التشنجات التي تحدث في تلك العضلات لمدة من 3 الى 4 أشهر بعد الحقن.
• حقن الباكلوفين؛ ويتم حقنها من خلال مضخة مثبتة على جدار البطن وتساعد على تقليل التشنج الناتج عن إصابة الحبل الشوكي وأيضًا تساعد على تخفيف التشنج الناتج عن الشلل الدماغي.

العلاج الجراحي

العلاج الجراحي مفيد في الحالات التي تحتاج لتخفيف تشنج العضلات أو تعديل التشوهات العامة الناجمة عن هذا التشنج.

العلاج الجراحي من الحلول التي غالبا ما تكون بمثابة حل أخير في بعض الحالات، وأساسيا لا غنى عنه لحالات أخرى.

العلاج الجراحي لمرضى الشلل الدماغي التشنجي يشمل:

• جراحة العظام، وتتم من خلال محاولة تصحيح بعض التشوهات الشديدة التي أصابت العظام والمفاصل.
• إطالة العضلات والأوتار، التي أصبحت أقصر بسبب التشنجات.
• قطع الألياف ألعصبية (SDR)، يقوم الجراح بقطع الأعصاب التي تُغذي العضلات التي يحدث فيها تتشنج وذلك لجعل العضلات مرتخية ولتخفيف الألم.
• تقنية الإزالة الإنتقائية لتليفات العضلات (SFDM)، تجري الجراحة تحت تخدير عام، وتهدف لمعالجة شد اوتار العضلات وحالات التشنج المستمرة للعضلات والتي تلاحظ بالأطفال اللذين يعانون من حالات الشلل الدماغي التشنجي المختلفة. تتم الجراحة عبر إجراء جروح دقيقة (2-3 مليمتر)، ولا تحتاج لعمل أي غرز بعدها. الجراحة هي من جراحات اليوم الواحد التي تسمح للمريض بمغادرة العيادة في نفس يوم إجرائها دون الحاجة لعناية مكثفة أو نقاهة مطولة.

عادةً ما يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي عندما لا تساعد العلاجات الأخرى على تحسين الحالة.

العلاج الوظيفي

العلاج الوظيفي من الطرق العلاجية التي تساعد في تعزيز الوظائف الحركية الكلية، وأيضًا يساعد على تجنب حدوث أي مضاعفات مستقبلية بسب هذا الشلل.

وقد أشار الكثير من المختصين في هذا المجال إلى أن الهدف الرئيس من العلاج الوظيفي هو تحسين القدرة في التحكم بالحركة، إضافة إلى تحسين تناسق جانبي الجسم.

كما أنه يساعد على تعزيز قوة الجزء العلوي من الجسم، ما يساهم في مساعدة المريض على ممارسة حياتهم بشكل أفضل وتقليل اعتماده على الآخرين، أو بعبارات أخرى؛ تحسين قدرة المصاب على أداء المهام اليومية في المنزل والمدرسة بشكلٍ مستقل وتقليل الحاجة إلى مساعدة الآخرين.

هناك عدة تعديلات يمكن إدخالها على المنزل تجعل حياة المريض أكثر سهولة، وتمكنه من تطبيق المهارات التي يتعلمها أثناء الجلسات العلاجية، مثل استخدام مقابض مدمجة معدلة للأواني أو تركيب دعامات للإمساك بها في الحمام.

المهارات التي يركز على اكسابها لمريض الشلل الدماغي النصفي التشنجي من خلال العلاج الوظيفي تضم:

• ارتداء وخلع الملابس، بالتركيز على الجانب المصاب أولاً
• الكتابة
• تنظيف الأسنان
• تطوير مهارات التنسيق الثنائي وأداء المهام بشكل أكثر كفاءة

العلاج بعيادة الشلل الدماغي في أوكرانيا

هنا في عيادة الشلل الدماغي، نختص بعلاج مشاكل الحركة التي يسببها هذا المرض.

ولا يقتصر العلاج على الخلل الحركي بالأطراف، بل يشمل أيضا الاضطرابات الحركية التي تؤثر على حركة الفكين، وقدرة المريض على الكلام ومضغ الطعام. وكذلك تحسين النظر عبر إزالة حول العيون (أو التخفيف منه) المصاحب لكثير من حالات الشلل الدماغي.

يمكنك الاطلاع على المزيد عما يقدمه علاج الشلل الدماغي بتقنية الإزالة الإنتقائية لتليفات العضلات (SFDM)، التي طورها البروفيسور توفماسيان، بعيادة الشلل الدماغي في أوكرانيا.